قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء، إن "العالم يتغير وعصر الهيمنة الغربية انتهى" وسط ظهور نظام دولي جديد.

وخلال خطابه أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يشارك فيها أكثر من 140 من قادة وممثلي العالم، هاجم رئيسي سياسات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من خصوم إيران.

واعتبر رئيسي أن "سياسة الهيمنة الغربية لم تعد تقدم الحلول المرجوّة للعالم"، وأنه تم التخلي عن الليبرالية التقليدية التي خدمت النخب الحاكمة والرأسماليين.

ورأى أن "مشروع أمركة (إخضاعه للهيمنة والإرادة الأمريكية) العالم فشل"، لافتًا إلى الزيادة في "مقاومة ووعي" الأمم له.

وفي انتقاد لمنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال رئيسي إن "الغرب يواجه أزمة هوية لأنه يرى العالم كغابة، ونفسه كحديقة".

واعتبر أن "الديمقراطية الغربية وصلت إلى نهاية رحلتها"، وأن شعوب غرب آسيا تعرف "المعنى الحقيقي" لها، وهي "الانقلابات والاحتلال والحروب"، وفق تعبيره.

وشدد رئيسي على أن بلاده تؤيد سياسة "التقارب الاقتصادي العالمي"، ومهتمة بـ "تفاعل عالمي قائم على العدالة".

ورفع نسخة من القرآن الكريم، منددا بحوادث تدنيسه التي شهدتها دول أوروبية مثل السويد والدنمارك في الفترة الأخيرة، وشجب التصرفات النابعة من الإسلاموفوبيا مثل منع الطالبات المحجبات من الالتحاق بالمدارس في فرنسا.

وحث الأمم المتحدة على منع هذه الإساءات، وقال: "احترام الأديان السماوية يجب أن يُدرج في جدول الأعمال الدولي وعلى الأمم المتحدة أن تضمن احترام الأديان السماوية من خلال تصميم آلية لذلك".

كما أشار رئيسي إلى ما أسماه "الحرب على الأسرة (العائلة المكونة من أب وأم وأبناء)"، مؤكدا أن التعليم والتنمية "لا يمكن أن يتحققا إلا في إطار الأسرة".

كذلك، علّق على الاحتجاجات التي شهدتها إيران العام الماضي، والتي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني (22 عامًا) أثناء احتجازها لدى الشرطة ما أدى إلى فترة طويلة من الاضطرابات في البلاد.

وقال رئيسي إن الأمة الإيرانية كانت "هدفا لأكبر حرب إعلامية ونفسية" العام الماضي، وأن بعض الدول الغربية وأجهزتها الاستخباراتية "أخطأت في الحسابات".

وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري، صادفت الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني، وبالمناسبة أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة تتعلق بحقوق الإنسان على أفراد ومؤسسات إيرانية.

وحول ذلك قال رئيسي إن إيران تخضع لعقوبات منذ 45 عاما (منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979)، لكن سياسة العقوبات "فشلت" والأمة الإيرانية "انتصرت".

كما علق على الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن إيران "لا تدعم الحرب في أي مكان، ولا ترى أن الحرب في أوروبا في مصلحة أحد"، واعتبر أن "رفض الولايات المتحدة لأي خطة سلام يشير إلى أن لديها خطة طويلة المدى لزعزعة أمن أوروبا".

وفيما يتعلق بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وصف رئيسي انسحاب الولايات المتحدة منه (في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب) بأنه "جريمة أحادية الجانب"، وانتقد الدول الأوروبية لفشلها بالتقيد بالتزاماتها بموجب الاتفاق.

وفي إشارة إلى صفقة تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران، التي يرى مراقبون أنها إشارة إلى محادثات مستقبلية بين الجانبين، اعتبر رئيسي أن الولايات المتحدة تحتاج بناء الثقة لإثبات نواياها الحسنة وإرادتها الحقيقية للوفاء بالالتزامات واستكمال المسار.

من جهة أخرى، انتقد قرار أوروبا عدم رفع العقوبات المفروضة على إيران فيما يتعلق بالصواريخ والبرنامج النووية، والتي تنتهي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وحذّر من أن "الأوروبيين سيخسرون من خلال تسريع طريق المواجهة المكلف".

وأضاف أن إيران لديها "فرص استثمارية فريدة"، وأن الدخول في تعاون اقتصادي مع الدول الخليجية يمثل فرصة لدول المنطقة والعالم.

وقال إن "سياسة الجوار" التي تنتهجها إيران "خيّرة للمنطقة"، وأن التعاون الاقتصادي يأتي على رأس جدول أعمالها الإقليمي"، وأن إيران "تصافح بحرارة كل يد تمد لها من باب الصداقة".