أدى عشرات الطلبة أمس تحية السلام الوطني في العراء، مع بدء أول يوم من أيام العام الدراسي الجديد في مدرسة "التحدي 5" التي هدمها جيش الاحتلال على أراضي منطقة جب الذيب، في قرية بيت تعمر شرق مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.
وتحت أشعة الشمس اللاهبة وقف الطلبة صفًا واحدًا ينشدون "فدائي.. فدائي" وقد أحاطت بهم مجموعة من إطارات الكوشوك بعدما حولها نشطاء إلى صفوف بلا أسقف على إثر هدم جيش الاحتلال المدرسة الوحيدة في القرية.
وعبرت الطالبة زهراء أحمد (10 أعوام) من مدرسة التحدي، عن استيائها الشديد وزملائها وزميلاتها كذلك من الحالة التي آلت إليها مدرستهم؛ بسبب جريمة الاحتلال المتمثلة بهدمها.
وأضافت: "جميع الأطفال من حولنا يذهبون إلى المدارس بشكل طبيعي، لكننا لا نتمتع بهذه الفرصة المهمة من حياتنا".
غياب الفرحة
أما الطالبة زين تيسير في الصف الرابع أيضًا وتبلغ (10 أعوام)، تساءلت في حديثها مع "فلسطين" قائلة: أليس التعليم من حقنا؟ إذًا لماذا يحول الاحتلال دون ذلك؟
اقرأ أيضا: الاحتلال يهدم جزءاً من مدرسة "التحدي 17"بجنين
وتابعت: إننا لم نشعر بفرحة بدء العام الدراسي، فما زلنا بحاجة إلى صفوف ومقاعد ومكاتب دراسية حتى نتمكن من اجتياز هذه المرحلة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم المدرسة في 7 مايو/ أيار الماضي، بعدما اقتحم قرية بيت تعمر وحاصر مدرسة "التحدي 5"، وأغلق المنطقة كاملًا، ومنع الوصول إليها قبل أن يهدمها ويستولي على محتوياتها.
ومدرسة جب الذيب هي خامس مدرسة تحمل اسم "التحدي" في الضفة الغربية، وهدمها الاحتلال 3 مرات، وتعرضت نظيراتها للهدم الإسرائيلي أيضًا في إطار مخططات الاحتلال الرامية للسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المشاريع الاستيطانية، وهذا ما أكدته الناشطة فاطمة الوحش من "جب الذيب".
واستغربت الوحش خلال حديثها مع "فلسطين"، من عدم مشاركة مؤسسات الحكومة والسلطة في رام الله في فعاليات افتتاح العام الدراسي في مدرسة "التحدي 5"، واقتصر الوجود على النشطاء والصحفيين فقط.
وتساءلت: هل يقبلها أحد على نفسه أن يدرس في مدرسة تتكون جدرانها من إطارات المركبات؟
سياسة الاستيلاء
وتابعت: إن أهالي الطلبة والنشطاء انتظروا ساعات أملاً بأن تشارك الجهات الرسمية في تشجيع الطلبة مع بدء العام الدراسي الجديد، لكن للأسف لم يشاركنا أحد.
وأكدت الوحش أن سلطات الاحتلال تنتهج سياسة للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين تحت غطاء ذرائع وأعذار غير مقنعة ولا منطقية، بهدف التوسع الاستيطاني فيها.
وهذا ما تتفق معه مدير مدرسة "التحدي 5" شيرين أبو طه، إذ أشارت إلى أن هدم المدرسة قبل 3 أشهر لم يكن للمرة الأولى، بل هدمتها قوات الاحتلال في 2017.
وعدَّت أبو طه في تصريحات صحفية أن ذلك يأتي في إطار سياسة مدروسة تهدف إلى حرمان الأطفال من التعليم في "جب الذيب"، في ظل عدم وجود بدائل أخرى.
وأوضحت أن عدد طلبة مدرسة "التحدي 5" يبلغ 45 طالبًا وطالبة من الصف الأول حتى الرابع الابتدائي، ينحدرون من منطقتي جب الذيب الخالية من المدارس، والزواهرة، وفيها مدرسة حطين قائمة في شقة سكنية تستوعب عددًا محدودًا من الطلبة.