فلسطين أون لاين

تقرير المكملات الغذائية للاعبي كمال الأجسام.. الخبرة وحدها لا تكفي

...
كمال الأجسام- أرشيف
غزة/ هدى الدلو:

تعد رياضة كمال الأجسام من أكثر الرياضات شهرةً حول العالم، حيث يتنافس اللاعبون في تحسين مظهر أجسامهم وتضخيم عضلاتهم بشكل متناسق. ويتطلب هذا النوع من الرياضة جهودًا مكثفة في التمرينات والتغذية السليمة للوصول إلى أهدافهم البدنية، ولذلك يعد استخدام المكملات الغذائية جزءًا هامًا من برنامج تدريب اللاعبين للوصول إلى النتائج المرجوة.

الشاب محمود مسعود (22 عامًا) لجأ لممارسة رياضة كمال الأجسام من أجل بناء عضلات جسمهم، ولكن الأمر بات مكلفًا ماديًّا، إذ يصرف جزءًا كبيرًا من راتبه لأجل شراء الأطعمة والمكملات الغذائية يقول إنها ضرورية في النظام الغذائي للاعبي هذه الرياضة.

ويشير إلى أنه بعد عام من ممارسة هذه الرياضة بشكل منتظم تغير شكل جسده وبنيت عضلاته، ولكن بعد التوقف عنها بدأت عضلات جسمه تعود إلى شكلها الطبيعي.

مكملات البناء

وشهدت السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في إقبال الناس في غزة على ممارسة الرياضة بوجه عام، كمال الأجسام بشكل خاص لا سيما بين فئة الشباب من كلا الجنسين، كما يخبر المدرب محمود عمار.

ويقول: "هذه الرياضة تعتمد بالدرجة الأولى على الضبط والالتزام بشكل أساسي، ومن ثم الاعتماد على نظام غذائي جيد ومكملات غذائية، لحاجة لاعب كمال الأجسام لجرعات عالية من العناصر الغذائية وعلى وجه الخصوص البروتين الذي لا يمكن تغطيته بالنظام الغذائي العادي".

اقرأ أيضاً: مكمل غذائي يمكن أن يصلح "القلب المكسور".. دراسة تكشف

ويضيف عمار: "من هنا تأتي أهمية المكملات الغذائية، وبالإضافة إلى ذلك يجب مراعاة فترة الاستشفاء والراحة، ونظام التدريب المناسب للشخص".

وبالحديث عن المكملات، يؤكد أنها عالم كامل للرياضيين تختلف فيها الاحتياجات من شخص لآخر حسب الرياضة التي يمارسها، ولكن البروتين عنصر أساسي لممارسي كمال الأجسام، "فمعدل الاستهلاك اليومي للشخص الطبيعي نص جرام بروتين لكل كيلو جرام من وزن الجسم، بينما يحتاج الرياضي إلى 2 جرام من البروتين لكل كيلو جرام من وزن جسمه".

ويلفت عمار إلى أنه يطلب من المتدربين إجراء فحص وتحاليل لمعرفة مدى حاجة أجسامهم للأنواع الأخرى من فيتامينات ودهون وغيرها.

ويشتكي الكثيرون من عودة أجسامهم إلى طبيعتها عند الانقطاع عن ممارسة رياضة كمال الأجسام، ويرجع السبب في ذلك أن الأنسجة العضلية في الجسم في حال ممارسة الرياضة فإنها تنمو وتتطور، ولكن عند التوقف تعود إلى حالتها الطبيعية، ولكن في حال العودة تعمل الذاكرة العضلية على عودة نمو العضلات بشكل أسرع.

وينصح عمار ممارسي رياضة هذا النوع من الرياضة بالتأكد من صلاحيات المنتجات واسم الشركات وشرائها من أماكن موثوقة، واستشارة الطبيب أو المدرب قبل تناولها، فالأمر يحتاج إلى خبرة ودراية.

ووفق تقرير نشره موقع "ميديكال نيوز تودي" فإن مكملات كمال الأجسام هي أي مكمل غذائي قد يساعد في بناء كتلة العضلات أو زيادة القوة أو تقليل وقت التعافي، فلا يمكن للشخص الاستفادة من المكملات إلا ممارسة مع التدريب الكافي والنظام الغذائي الصحي.

مواد محفزة

ويؤكد اختصاصي التغذية محمود الشيخ علي بأن رياضة كمال الأجسام لها خصوصية وضوابط وقوانين بخلاف الرياضات الأخرى، ففي حال كان الشخص يمارس كمال الأجسام كرياضة عابرة ونشاط رياضي لأجل تحسين صحة جسمه وحرق السعرات فلا يحتاج لتناول المكملات الغذائية، وبإمكانه الاعتماد على غذاء صحي ومتوازن.

وفي حال كان الشخص يمارسها ضمن أندية وكرياضة احترافية، فالنظام يتحول إلى بروتوكول غذائي تدخل فيه المكملات كالبروتين والأحماض الأمينية التي تساعد اللاعب في الحفاظ على الكتلة العضلية وبناء أنسجتها وتقوية المناعة كذلك.

ووفق "ميديكال نيوز تودي" فإن بروتين مصل اللبن هو المعيار الصناعي لمكملات البروتين، يمكن أن يساهم في زيادة كتلة العضلات وقوتها.

كما يحتاج الرياضي إلى الكرياتين هو حمض عضوي نيتروجيني يتكون من 3 أحماض أمينية: إل-أرجينين، وغلايسين، وإل-ميثيونين، ويساعد في توفير الطاقة للخلايا في جميع أنحاء الجسم، وخاصة خلايا العضلات، بالإضافة إلى الكافيين الذي يعزز الطاقة الجسدية والعقلية، والأحماض الأمينية.

ويشير الشيخ علي إلى أن بعض المكملات الغذائية تحتوي على مواد محفزة للأداء البدني، مثل الكرياتين، والتي تساعد اللاعبين على زيادة كمية الطاقة والقوة التي يمكنهم توليدها خلال التمارين الشاقة قد تصيب اللاعبين بالإجهاد والتمزق العضلي، "لذلك تساعد بعض المكملات الغذائية في تسريع عملية التعافي وتقليل الالتهابات".

الخبرة لا تكفي

ويشدد اختصاصي التغذية على أن المشكلة تكمن في عدم وجود رقابة على الأندية وما يحدث داخلها، ويقصد بذلك المدرب ومدى قدرته على التدريب، "فالخبرة في الرياضة لا تكفي، والتعامل مختلف من حالة إلى أخرى وكيفية التركيز على العضلات، مما يخلق حالة من العشوائية خاصة أن هدف بعض الأندية الريح المادي من خلال بيع البروتينات بغض النظر عن حاجة الفرد ووزنه، وكتلته العضلية".

ويمضي بالقول: "بعض المدربين يجبرون اللاعبين على تناول الهرمونات البنائية لأجل التسريع في بناء العضلات، رغم مضاعفاته الصحية الخطيرة على المدى البعيد وتأثيره على الكلى والكبد، وحدوث اضطرابات هرمونية وتأثيرات جانبية غير مرغوب فيها".

ويؤكد الشيخ علي أن تناول البروتين الصناعي يجب أن يكون ضمن نظام معين وضوابط، وبالرغم من فوائد المكملات الغذائية في دعم أداء لاعبي كمال الأجسام وبناء العضلات، يجب أن يتم استخدامها بحذر وتحت إشراف مختص.