مع أول ساعات صيام شهر رمضان، تصبح الشكوى من حالات الإرهاق والصداع نقاشا مشتركا بين الكثيرين، لا سيما بين من اعتادوا طوال شهور العام على بدء يومهم بكوب من القهوة بذريعة أنها وسيلتهم الوحيدة لضمان الاستيقاظ والتركيز.

وفي هذا الشأن، نصحت أخصائية التغذية إيمان جمال الأشخاص بمحاولة ترشيد استهلاك منبه الكافيين الذي يحصلون عليه من القهوة قبل أيام من بدء شهر رمضان، وفي حالة تعذر القيام بهذه الخطوة يصبح من الضروري معرفة أن عملية انسحاب آثار الكافيين من الجسم تحتاج إلى 7 أيام فقط.

تقول إيمان جمال: إن أسباب الصداع متعددة، منها ما هو مرضي مثل "الشقيقة-الصداع النصفي"، أو الصداع الناتج عن قلة نسب الكافيين التي اعتاد الجسم الحصول عليها.

وأوضحت أن القهوة تقوم بعملية تضييق للشعيرات الدموية، وعندما تنسحب آثار الكافيين من الجسم أو تقل نسبته، تعود الشعيرات إلى حالتها الطبيعية فيحدث اندفاع للدماء في الشعيرات الدموية بالدماغ مما يولّد الإحساس بالصداع.

وانطلاقا من هذه العملية، تعتبر إيمان أن معالجة مشكلة الصداع الناتج عن قلة المنبهات يمكن حصرها في 4 خطوات رئيسية:

الخطوة الأولى

التخلص من الصداع الناتج عن المنبهات يحتاج عزيمة وصبرا من الأشخاص، لا سيما خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان.

لذلك عليك الحصول على 400 مليغرام من القهوة في اليوم كحد أقصى وهو ما يعادل 4 فناجين قهوة تركية، ولمن يحصل على معدلات أعلى يمكنه استغلال شهر رمضان للنزول بمعدلات القهوة إلى هذا الحد، وسيلاحظ أن الجسم اعتاد على النظام الجديد خلال أسبوع فقط.

وشددت إيمان على أن القهوة التي ينصح بها أخصائيو التغذية هي تلك المستخلصة من حبوب البن وليست القهوة سريعة التحضير ومشتقاتها.

الخطوة الثانية

تؤكد إيمان على أنه لا يوجد ضرر من الحفاظ على معدلات القهوة التي يتناولها الفرد في أيامه العادية خلال ساعات الإفطار في رمضان، وهذا الأمر في حالة عدم رغبته في استغلال شهر رمضان لتقليل الاستهلاك.

وتقول "إذا اعتاد الشخص على تناول 3 أكواب من القهوة خلال يومه العادي، ولكي يتجنب الصداع خلال ساعات الصيام يمكنه الحصول على نفس المعدل، لكن بعد تناول وجبة الإفطار، بسبب الضرر البالغ الذي تشكله القهوة وهي مادة حمضية على المعدة الخاوية".

وأوضحت أن تناول معدلات عالية من القهوة لا بد أن يرافقه حرص بالغ على ترطيب الجسم، بتناول كميات وفيرة من المياه خلال ساعات الإفطار واللجوء إلى الخضروات والفواكه كمواد غذائية غنية بالألياف والمياه.

الخطوة الثالثة

رأت إيمان أن الجسم بشكل عام يفقد طاقته بعد 8 ساعات من توقفه عن الطعام، لذلك يكون ضروريا تناول وجبة سحور متكاملة لجعل الجسم قادرا على أداء وظائفه خلال ساعات الصيام.

وقالت "في بعض الحالات يكون الصداع أحد أعراض الإرهاق وفقدان الطاقة، لذلك يصبح السحور الجيد هو الحل في هذه الحالة".

وأشارت إلى أنه يمكن تأخير شرب آخر فنجان من القهوة قبل بدء ساعات الصيام، فقط لمن لا يتأثر نومهم بتناول القهوة.

أما في الحالات التي يجد فيها المرء صعوبة في النوم عند تناول القهوة حتى وإن كان مضافا لها الحليب، فقد نصحت إيمان بالاعتماد على الشاي للحصول على تأثير مشابه.

وعلى هذا النحو، نوهت إيمان إلى أن الكافيين الموجود في مشروبات الطاقة يزيد على ذلك الموجود في القهوة، كما أن الكافيين الذي تحتوي عليه القهوة التي يقال عنها خالية من الكافيين يكون أعلى من ذلك الموجود في الشاي بأنواعه.

 الخطوة الرابعة

في هذه الخطوة طالبت إيمان بأن يكون الحذر واستشارة الطبيب هما المحركين لها. ونصحت الحالات التي لا يمكنها تحمل الصداع خلال ساعات الصيام باللجوء إلى مسكنات الألم، وتناولها بعد الحصول على وجبة السحور مع الحرص أيضا على تقليل نسب المنبهات وعلى رأسها القهوة.

واختتمت قائلة "خلال الأسبوع الأول من الصيام تحديدا يبتعد الجسم عن روتينه اليومي، ويمكن في هذه الحالة الحصول على مسكنات الصداع بعد وجبة السحور لتخفيف حدة الألم".

وأكدت أنه لا ينصح بهذه الخطوة إلا بعد أن يستشير الشخص الطبيب المختص، وألا يستمر عليها أكثر من أسبوع.