تمكّنت مُسنة مصرية تبلغ من العمر ثمانين عاماً، من الحصول على درجة الماجستير في الآداب من جامعة المنصورة، إحدى الجامعات المصرية الكبرى، بتقدير ممتاز.
رحلة الحاجة آمال إسماعيل متولي، مليئة بالصعاب منذ أن كانت طفلة تريد استكمال تعليمها غير أنّ والدها كان له رأي آخر قبل عقود طويلة بجلوسها في المنزل وانتظار الزواج، بجانب الأزمات الصحية المتلاحقة التي ضربتها كإصابتها بمرض السرطان، وكسر الحوض والانسداد في الأمعاء.
وقالت الحجة آمال: " أي أزمة مررت بها كنت أقول لها سأهزمك، ولن تنتصري عليّ، سأستكمل رحلتي المؤجلة، وعالمي نحو القراءة، وسأتقدم وسأحصل على الدرجات العلمية التي غابت عنّي لعقود طويلة".
وتحكي السيدة المصرية الحاصلة على درجة الماجستير وهي في الثمانين من عمرها كواليس رسالتها: "كنت متوترة بعض الشيء لأنني كنت أتصوّر في البداية أن المناقشة ستكون شفهية، ولكن عندما علمت بأنني سأنظر في الكتاب قلّت رهبتي".
وتابعت في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية": "الأساتذة الذين كانوا أمامي من كبار قامات العلم في مصر، كنت قلقة في البداية، ولكن مع البدء والحديث معهم غاب الخوف تدريجياً، وكنت أناقشهم وهم سعداء بذلك، وبالمجهود الموجود في رسالتي"..
وأضافت السيدة المصرية:
ناقشت رسالة الماجستير في نحو ساعة ونصف تقريباً، وبعدها سمعت إشادات اللجنة العلمية، وحصولي على درجة الامتياز، وأوصت اللجنة بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات.
اخترت مع حفيدتي والمشرفة على الرسالة الخاصة بي موضوع للرسالة تحت عنوان (أسلوب الحياة الاجتماعية والثقافية للفئات العمرية المتقدمة).
تحدثت مع عدد كبير من السيدات في القرى المجاورة لي في محافظتي، لمعرفة إجاباتهم لكي أتمكن في النهاية من الوصول إلى نتيجة علمية موثقة بآراء يستفيد منها الجميع.
لحظات لن أنساها، وثّقت كل الصعاب التي واجهتها، ووثّقت رغبتي المستمرة للتفوق، وقالت للجميع بأنه لا وجود للمستحيل.
بعمر الثامنة والثلاثين تمكّنت من الحصول على الشهادة الإعدادية، قبل أن أتوقف لنحو ثلاثين عاماً مجدداً كانت تلك الأعوام قاسية فقد هاجمني السرطان أكثر من مرة، لأتمكن من التغلب عليه، في عمر الثامنة والستين.
وأردفت: "كنت حزينة على نفسي وأنا على مشارف السبعين من عمري ولم أتمكن من نيل الدرجات العلمية المختلفة التي أسعى إليها، كنت أتساءل متى سيحين الوقت لكي أقف وأناقش أعلى الدرجات العلمية، وعلى الرغم من مرضي إلا أنّ اليأس لم يصيبني".
وعن تلك الفترة تقول: "كانت كل اهتماماتي حينها بجانب مرضي مُنصبّة نحو أبنائي، كنت أريد أن أجعلهم في أفضل الأماكن ويحصلون على أعلى الدرجات العلمية، وأن أكون عوناً لهم، فلدي أربعة أبناء اثنين في المجال الطبي واثنين في المجال الهندسي".
واختتمت آمال بالقول: "طالما كتب الله لي عمراً سيكون في سبيل العلم، لن أتوقف حتى أحصل على درجة الدكتوراه".