ضمن محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات الاستيطانية للسيطرة على غالبية البيوت والأراضي الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، ولا سيَّما في محيط المسجد الأقصى، استولى مستوطنون على "أرض الحمراء" في حي وادي حلوة ببلدة سلوان.
وتعد "أرض الحمراء" التي استولى عليها المستوطنون أخيرًا، والتي تبلغ مساحتها نحو خمسة دونمات، من أهم الأراضي في بلدة سلوان من ناحية تاريخية وأثرية ودينية جنوبي المسجد الأقصى.
اقرأ أيضاً: الهدمي: الاحتلال يهدف لانتهاك سلوان باستيلائه على "أرض الحمراء"
ويعرف عن "أرض الحمراء" التي تتبع دير الروم الأرثوذكس، وتديرها البطريركية اليونانية، بأنها من النظام المائي لعين سلوان التاريخية، وكانت في الأصل بركتين كبيرتين لتجميع مياه العين.
وحاصرت قوات الاحتلال الثلاثاء الماضي، الأرض من جميع الجهات، ثم شرع المستوطنون في وضع سياج حديدي حولها، تزامنًا مع اعتداء القوات على الأهالي الذين تصدّوا لعملية الاستيلاء.
رئيس مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، يؤكد أن استيلاء المستوطنين على "أرض الحمراء" في بلدة سلوان، يأتي ضمن هجمة سلطات الاحتلال ضد مدينة القدس المحتلة، والاستيلاء على الأراضي العربية فيها.
ويقول الحموري في حديثه لـ"فلسطين": "ما تم من استيلاء المستوطنين على أرض الحمراء في بلدة سلوان جزء من صفقة باب الخليل المشبوهة التي تم من خلالها تسريب عقارات وأراضٍ لصالح الاحتلال".
ويضيف الحموري: "الموجودون في الأرض التي استولى عليها المستوطنون هم من يرعونها، ولهم حقوق قانونية فيها، حتى لو صاحب الأرض باعها، وما حصل هو اعتداء بكل معنى الكلمة على هذه العائلات دون مسوغ قانون".
ويبيّن أن استيلاء المستوطنين على "أرض الحمراء" سيؤثر في الواقع الديموغرافي في بلدة سلوان خاصة وفي مدينة القدس المحتلة عامةً، وتفريغ سكان البلدة لصالح زيادة عدد المستوطنين.
اقرأ أيضاً: حماس تدين سرقة المستوطنين لـ "أرض الحمرا" جنوب الأقصى
ويوضح أن الاستيلاء على "أرض الحمراء"، سيعطي المستوطنين مساحة أوسع للاستيلاء وفرصًا أكبر للحضور في بلدة سلوان التي تعدّ الحامية الجنوبية للمسجد المبارك.
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، يؤكد أن خطورة استيلاء المستوطنين على "أرض الحمراء، تتمثل في أنها موجودة في بلدة سلوان.
ويقول الهدمي في حديثه لـ"فلسطين": "أيضًا تعد بلدة سلوان قريبة من البلدة القديمة، واستيلاء المستوطنين على هذه الأرض، يعني أنهم اخترقوا الأحياء المقدسية وخاصة وادي حلوة، وهو ما سيؤدي إلى تفكيكه، وخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني لسكانه".
وأشار إلى أن الاستيلاء على الأرض يهدّد المسجد الأقصى مباشرة، خاصة أن بلدة سلوان يوجد بها الكثير من الأنفاق التي تصل إلى المسجد، ووجود المستوطنين فيها يقرّبهم من المسجد خاصة أسفل الأرض.