توافق اليوم، 27 ديسمبر/ كانون الأول، الذكرى الرابعة عشرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر 22 يومًا، وأسفر عن ارتقاء أكثر من 1417 شهيدًا وجرح نحو 4336 آخرين، وانتهى بفشل جميع أهداف الاحتلال "معركة الفرقان".
وبدأ العدوان بشن طائرات الاحتلال مئات الضربات الجوية على أهداف شُرطيَّة ومدنية في غزة، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا من ذاك اليوم عام 2008، وارتقى نحو 300 من ضباط ومنتسبي وزارة الداخلية شهداء، وفي مقدّمتهم المدير العام للشرطة اللواء توفيق جبر، والمدير العام للأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري.
اقرأ أيضاً: تقرير في ذكرى عدوان 2008.. غزة ترص صفوفها وأجهزة أمنها تشتد بأسًا
ونجحت وزارة الداخلية بعد تجاوز "الضربة الجوية" في حماية الجبهة الداخلية وإعادة رجال الأمن إلى الشارع وحماية ظهر المقاومة، تحت إدارة الوزير سعيد صيام الذي ارتقى شهيدًا في اليوم الـ18 للعدوان.
وردّت فصائل المقاومة بإطلاق القذائف الصاروخية صوب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لغزة.
وانتقل جيش الاحتلال في الثالث من يناير/ كانون الثاني 2009 إلى العدوان البري، وبدأ باقتحام مناطق متفرقة في قطاع غزة، مستخدمًا مئات الدبّابات تزامنًا مع القصف الشديد بصواريخ الطائرات.
ودمّرت الطائرات الحربية والدبابات مئات المنازل والمساجد والمدارس، واستخدم الاحتلال الفسفور الأبيض واليورانيوم المخفف، وهو ما ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومؤسسات أوروبية.
وارتكب جيش الاحتلال مجازر بحق عائلات كاملة، كان أبرزها استهدافه عائلة القيادي البارز في حركة حماس العالم الشهيد نزار ريان، وقصف منزله واستشهاد 16 شخصًا من عائلته، منهم 11 طفلًا.
وبعد 22 يومًا من العدوان العسكري، أعلنت حكومة الاحتلال بقيادة إيهود أولمرت آنذاك "إيقاف إطلاق النار من جانب واحد"، ولاحقته صواريخ المقاومة في أثناء انسحابه، لتفشل جميع الأهداف الإسرائيلية المعلنة قبل بدء العدوان: وهي إيقاف إطلاق الصواريخ، والقضاء على حكم حماس، واستعادة الجندي الإسرائيلي الأسير آنذاك لدى كتائب القسام جلعاد شاليط.
واعترف الاحتلال خلال العدوان بمقتل 13 إسرائيليًّا، منهم 10 جنود وإصابة 300 آخرين، إلا أن المقاومة أكدت أنها قتلت أكثر من 100 جندي.
اقرأ أيضاً: الاحتلال تعمّد تقويض الاقتصاد الغزي في عدوان 2008
وأعلنت كتائب القسام أنها نفذت 980 هجمة صاروخية صوب مواقع الاحتلال العسكرية والمستوطنات المحاذية لغزة.
ونجحت المقاومة أيضًا في صد الاجتياح البري، ومنع تقدّم قوات الاحتلال تجاه قلب مدينة غزة.
وعُدَّت "معركة الفرقان" – كما أطلقت عليها المقاومة – محطة نضالية أسّست لانتصارات أخرى، ومحطة بارزة في تطور ومراكمة قوة المقاومة، وفق مراقبين.