فلسطين أون لاين

تقرير جبل صبيح.. ميدان المواجهة المستمر في مواجهة الاستيطان

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ جمال غيث:

لم يترك أهالي بلدة "بيتا" جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة "جبل صبيح" وحيدًا، فمنذ قرابة العامين يواصلون نضالهم رفضًا لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه الاستيلاء على الجبل وإقامة بؤرة استيطانية عليه.

وأدى أهالي بلدة "بيتا" أمس صلاة الجمعة في محيط جبل صبيح، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط عليهم، عقب انطلاق فعاليات المقاومة الشعبية الرافضة للاستيلاء على الجبل.

اقرأ أيضاً: تقرير العريس "إسلام بني شمسه".. أنزلته أجهزة السلطة عن "جبل صبيح" لسجن أريحا

ويقع "جبل صبيح" بين ثلاث بلدات هي "قبلان، يتما، بيتا" جنوب نابلس، وتعود ملكيته لأبناء تلك البلدات، وفق وثائق تثبت أحقيتهم في الأرض.

ويشهد محيط الجبل فعاليات واسعة ومواجهات مع قوات الاحتلال تبلغ ذروتها يوم الجمعة.

تصعيد مستمر

وأكد الناشط في مواجهة الاستيطان موسى حمايل أن فعاليات المقاومة الشعبية في "جبل صبيح" لم تتوقف منذ عام وثمانية أشهر، خاصة مع بقاء جيش الاحتلال ومستوطنيه يرتعون فيه.

وقال حمايل لصحيفة "فلسطين": إن الأهالي لم يتركوا المنطقة، بل يرابطون فيها على مدار الساعة، خاصة منذ اعتلاء قوات الاحتلال الجبل، ومحاولتها الاستيلاء عليه وإنشاء بؤرة "أفيتار" الاستيطانية، لافتًا إلى أن الأهالي نجحوا بفعالياتهم الشعبية تشريد المستوطنين بعد 32 يومًا من الإقامة عليه "لكن القوات لا تزال متواجدة فيه".

وأضاف: "ما دام أن (كرفانات) المستوطنين موجودة في المكان سنبقى حذرين وسط خشية من عودتهم إليه في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو، والاتفاق بين قادة التطرف بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ووعودهم بعودة المستوطنين إلى الجبل والمستوطنات المخلاة".

وتابع أن أهالي "بيتا" يرفعون شعار "إن عدتم عدنا"، ولن يتوانوا في تصعيد فعاليات المقاومة الشعبية للحفاظ على أرضهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، مؤكدًا أن الأهالي أثبتوا ملكيتها بعد توجههم إلى محكمة الاحتلال العليا.

ولفت إلى أن الأهالي يطالبون بإزالة "كرفانات" المستوطنين، ومغادرة قوات الاحتلال الجبل، ويرفضون إجراء أي تنسيق مع الاحتلال للوصول إلى أراضيهم، ويعتبرون التنسيق شرعنةً لبقاء قواته على أرضهم، فيتوجهون إليها وينجحون في بعض الأيام بفلاحتها، وفي أيام أخرى تعترض طريقهم القوات وتطالبهم بمغادرة المكان.

فعاليات مشتعلة

وحذر الناشط في مواجهة الاستيطان سامي دغلس من عودة المستوطنين لجميع المستوطنات المخلاة في ظل حكومة يمينية متطرفة تدعو لقتل العرب وسلب أراضيهم وممتلكاتهم.

وقال دغلس لـ"فلسطين" إن أهالي بلدات "قبلان، يتما، بيتا" يخشون عودة المستوطنين إلى أراضيهم في "جبل صبيح"، في ظل سيطرة جيش الاحتلال عليه وعدم رحيلهم عنه.

وتوقع اشتداد المواجهات بين قوات الاحتلال وأهالي الجبل في الأيام القادمة، لاسيما في ظل تصاعد الدعوات الاستيطانية التي يطلقها قادة الاحتلال المتطرفون لشرعنة البؤر الاستيطانية والعودة إلى المخلاة منها.

اقرأ أيضاً: إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال قرب جبل صبيح

وشدد على أن الأهالي لن يتخلوا عن أراضيهم مهما كلفهم ذلك من ثمن، بل سيقدمون مزيدًا من الشهداء والجرحى والأسرى للدفاع عنها، منوها إلى أن الفعاليات على "جبل صبيح" مشتعلة ولم تنطفئ منذ نحو عامين.

ودعا الناشط في مواجهة الاستيطان إلى وضع استراتيجية وخطة مستمرة ودائمة لمواجهة الاحتلال وسياسته الاستيطانية الهادفة للنيل من الفلسطينيين وسلب أراضيهم في ظل حكومة إسرائيلية عنصرية متطرفة.

وارتقى 11 شهيدًا من سكان البلدات الثلاث المحيطة بـ"جبل صبيح" خلال دفاعهم عنه، وتصديهم للاحتلال ومحاولة فرض سيطرته عليه، بحسب دغلس.