عدّ القيادي في حركة فتح والنائب السابق عنها في المجلس التشريعي حسام خضر أنّ انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما تشمله من مداهمات واعتقالات وارتكاب جرائم اغتيال بحقّ المقاومين، تُعرِّي السلطة وأجهزة أمنها في رام الله.
ووصف خضر في تصريح لصحيفة "فلسطين" المشهد في الضفة الغربية بأنه "مُحرج ومُحزن"، مرجعًا ذلك إلى تعمُّد الاحتلال التصرف وكأنه لا وجود للسلطة على الأرض، وضربه بعرض الحائط الانتقادات والإدانات الدولية لانتهاكاته المتواصلة.
وقال: إنّ الاغتيالات والاقتحامات التي يُنفّذها جيش الاحتلال، وتطال عددًا من المقاومين في الضفة الغربية "عرّت السلطة وأجهزة أمنها، ودورها الواضح والعلني الذي رسمه كيث دايتون (الجنرال الأمريكي الذي أعاد هيكلة الأجهزة الأمنية بالضفة)".
اقرأ أيضًا: بدران يُعقّب على اعتقال السلطة القيادي الفتحاوي حسام خضر
وبيَّن أنّ دايتون وضع لأجهزة أمن السلطة عقيدة جديدة خاصة بعد انتهاء أحداث انتفاضة الأقصى التي اندلعت في الأراضي المحتلة سنة 2000، وامتدت حتى نهاية 2005.
وكانت نتيجة هذه العقيدة، تأسيس أجهزة أمنية للسلطة تنفذ سياسات تراهن منذ قرابة 3 عقود على وهم "التسوية" المرتبطة باتفاق "أوسلو"، الذي لم تجنِ من ورائه شيئًا منذ توقعيه في سبتمبر/ أيلول 1993.
وقد عملت أجهزة أمن السلطة على تنفيذ سياسات السلطة في ملاحقة المقاومين والمعارضين السياسيين، واغتالت بعضهم، ومارست الاعتقال والتعذيب بحقّ فئة واسعة منهم أيضًا، ولا تزال مستمرة على النهج ذاته.
واستغرب القيادي في حركة فتح تصرف قيادات بارزة في السلطة وأجهزة أمنها عندما يتحركون في الضفة الغربية ويشاركون في المناسبات الاجتماعية، وترافقهم مركبات ومسلحون مُدجّجون، عادًّا ذلك استخفافًا بحقّ أبناء شعبنا.
وأضاف أنّ "في السلطة مُنتفعين ومَحْميين لديهم رواتب وامتيازات عديدة تجعلهم يعيشون حياة لا تمتُّ بِصلة للواقع المعيشي في الضفة الغربية تحت نيران الاحتلال وانتهاكاته المستمرة"، مردفًا أنّ هذه الشخصيات تُسخّر كل إمكانيات السلطة لحماية مصالحها في الوقت الذي يتوغل فيه الاحتلال بالضفة ويرتكب أبشع جرائم القمع والقتل والتنكيل وبشكل غير مسبوق.
اقرأ أيضًا: تقرير إدانة واسعة لاعتقال أمن السلطة النائب السابق "حسام خضر"
ونبَّه إلى إدراك الاحتلال وثقته بأنّ هناك من يحميه عندما يتوغل في الضفة الغربية، في إشارة إلى أجهزة أمن السلطة التي تلاحق من يفكر في مقاومته.
"وانطلاقًا من هذه الأرضية، يبادر شبان بينهم من يتبع حركة فتح، ويعيشون حالة قهر ورفض للواقع المرير، بتشكيل مجموعات مقاومة من المؤكد أنها ستشهد تطورًا مع الأيام"، كما يقول خضر، في إشارة واضحة إلى مجموعات المقاومة المسلحة في نابلس وجنين وغيرها.
وتوقع القيادي في فتح أن تُشكّل هذه المجموعات مستقبلاً حالة وطنية نضالية ثورية مقاومة غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
وكانت مدينة نابلس قد شهدت تشكيل مجموعات "عرين الأسود" خلال العام الجاري، وشكَّل قادتها وعناصرها مصدر قلق وإزعاج دائم للاحتلال الذي ارتكب جرائم اغتيال لعناصر بارزين منهم، ما أشعل المواجهة في مناطق التماس.
ونهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ذكرت مصادر عبرية أنّ رئيس السلطة محمود عباس أعطى تعليمات لقادة أجهزة أمنه تقضي بتفكيك الخلايا العسكرية المسلحة في شمالي الضفة الغربية بـ"السرعة الممكنة".
لكنّ هذه الخلايا والمجموعات ما زالت قائمة، وتشكل تهديدًا وخطرًا كبيرًا على الاحتلال رغم ملاحقات أمن السلطة.