شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والسخط الشديدَين، على مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية، محمود الهباش، بعد تطاوله على المقاومة التي احتجز عناصرها الأيام الماضية جثة الجندي الإسرائيلي الدرزي في مدينة جنين.

وسلَّم الأمن الفلسطيني صباح الخميس الماضي، جثمان الإسرائيلي من الطائفة الدرزية، تيران فرو، في دالية الكرمل بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلى عائلته بعد وساطات عديدة مكثفة خلال الساعات الأخيرة من جهات مختلفة، وذلك بعد يومين من انتزاع مقاومين فلسطينيين من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، الجثمان من داخل أحد مستشفيات مدينة جنين واحتجازه داخل المخيم، حيث قالت إنه يعمل في القوات الخاصة "المستعربين".

"الهباش" قال خلال خطبة الجمعة أمس، إنّ ما جرى قبل يومين من احتجاز لجثة الجندي الدرزي تيران، "أمر مشين ومخالف لديننا الحنيف وتعاليم نبيّنا، ومن لا يعجبه هذا الكلام فليبحث عن ملة أخرى ونبي آخر".

وعبّر النشطاء عن صدمتهم من خطبة الهباش، التي رأوا فيها أنها تتناغم مع سلوك ومطالب الاحتلال، من أجل الضغط على المقاومين لتسليم الجثة، مؤكدين أنّ السلطة لم تعمل ولو بجزء يسير من جهدها لاستعادة جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال منذ سنوات.

وكتبت الناشطة نجوى عبدو على صفحتها في تويتر، عن خطبة "الهباش" بالقول: بدلًا من توجيه التحية للمقاومين على احتجازهم جثة الجندي، يأتي محمود الهباش، ليُبرّر ذلك باسم الدين، وختمت بالقول: "من زمان وأنت مقرف ومش جديدة عليك".

وسخر الناشط أبو وسام السقا على صفحته بتويتر، من الهباش، قائلًا: "إيمانك بنقّط تنقيط حسبنا الله ونعم الوكيل فيك".

وعلّقت الناشطة أم محمد على حسابها في تويتر، على خطبة الهباش، بالقول: "وأبت النذالة أن تفارق أهلها"، داعية لمحاسبته.

وغرّد الناشط الخداش قائلًا: "مفتي سلطة الخيانة والتنسيق الأمني محمود الهباش يتحدث عن حرمة جيف قتلى الاحتلال ومنهم تيران بيرو الذي احتجزته المقاومة في جنين".

وتسأل الخداش، في تصريحاته على تويتر، "لماذا يخرس لسان قادة السلطة عند المطالبة بجثامين الشهداء المحتجزة منذ سنوات"، وختم بالقول: "لعنة الله عليكم عصابة الخيانة والتنسيق الأمني".

واستنكرت الناشطة غدير كمال، على صفحتها بتويتر، تصريحات الهباش، بالقول "يارب إيش احنا عاملين في حياتنا عشان يجينا الابتلاء على شكل محمود الهباش"، داعية لمحاسبته.

أما الناشط أبو مؤمن القرم، فدعا على صفحته بتويتر، الهباش للعمل على تحرير جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، بدلًا من الاستهزاء بالمقاومين على منابر رسول الله.

وندّد فيصل فراج، على صفحته بتويتر بتصريحات الهباش، قائلًا: "الهباش سرق من أموال الشعب ما يفوق الـ3 ملايين دولار، وأخرج ابنه مُروّج المخدرات من السجن"، فكيف تقف على المنابر وتخطب باسم الدين.

المتحدث باسم أهالي الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي محمد عليان، أكد في تصريحات صحفية، أنّ السلطة تحركت بقوة لإرجاع جثة الدرزي "تيران بيرو" التي اختطفها المقاومون في جنين، بالمقابل لم تتحرك لإرجاع جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال منذ سنوات.

وفي السياق منعت كتائب شهداء الأقصى، الهباش من دخول جنين وحظرت التعامل معه بعد تصريحاته وتصرفاته غير المسؤولة، التي جعلت حركة فتح تدفع الثمن الاجتماعي.

وشكر وزير جيش الاحتلال "بيني غانتس" السلطة على جهودها في إعادة جثة الإسرائيلي بيرو، والتي جاءت بعد ضغط وحصار مشدد من السلطة والاحتلال على مدينة جنين.