دعت هيئة مقدسية أهالي مدينة القدس إلى الوحدة وتكاثف الجهود لمواجهة هجمة الاحتلال الشرسة لتهويد التعليم في مدارس القدس المحتلة.
وأكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي على أن وحدة أهل مدينة القدس وتكاثفهم في وجه مخططات الاحتلال التهويدية، هي العنصر الأساس لوقف هذه الهجمة الشرسة.
وأوضح الهدمي أن أهالي القدس والمدارس المهددة بتهويد التعليم فيها، تنادوا لوجوب تشكيل لجنة طوارئ تقوم على الاعتراض على ممارسات الاحتلال والتعبير عن رفض أولياء أمور الطلاب أي تدخل من سلطات الاحتلال بالمنهاج.
وقال إن المعركة مع الاحتلال طويلة، والاحتلال يعي قدرة أهل القدس على الصبر والصمود، مضيفًا أن "مساعي الاحتلال لتهويد التعليم لم تتوقف ولن تتوقف حتى يصل الاحتلال إلى مبتغاه أو نتخلص منه بإذن الله".
وبين أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لحكومة الاحتلال عام 2017، أعطاها هامشا أوسع للعمل ضد أهلها وفق التغيير القانوني لواقع مدينة القدس، فعملت على تغيير هذا الواقع، على أساس أنها تفرض القانون، مما جعلها تتمادى باتجاه الهدم وباتجاه المدارس.
وأضاف: "ترى دولة الاحتلال أنها صاحبة السيادة في القدس ولا يجوز لأقلية تتلقى الدعم أن تعلم أبناءها كراهية الاحتلال والعمل من أجل التخلص منه، وإنكار الرواية الصهيونية بحقها في أرضها".
وأكد على أن الاحتلال يتعمد كي الوعي الفلسطيني في القدس والعمل على تهويد المدارس، الذي رأى فيها تهديدا دائما ومستقبليا له، من خلال إنشاء جيل يعرف الرواية الفلسطينية الصحيحة ويعمل على مقاومة الاحتلال.
تهديد وابتزاز
ولفت الهدمي إلى أنه منذ حوالي 15 عاما عمل الاحتلال على تقديم ما سماه معونات لمدراء بعض المدارس ومالكيها وخصوصا المدارس الخاصة، وبعد سنوات أصبحت هذه الأموال جزءا أساسيا من ميزانية هذه المدارس، وتعتمد عليه بشكل كبير.
وتابع: "جاء اليوم الذي استطاع الاحتلال ابتزاز هذه المدراس وتهديدها بقطع هذا الدعم الذي لم يكن مشروطا، إذا لم تنصع وتستجب لطلباته بتغيير المنهاج".
ونوّه إلى أن الاحتلال استهدف التعليم في القدس منذ اللحظة الأولى لاحتلالها وعمل على تهويده وحرفه عن اتجاهه الصحيح، مؤكدًا أن "أهل القدس وقفوا منذ ذلك الحين في وجه هذه الهجمة الشرسة ومنعوه من فرض المناهج الصهيونية على أهل المدينة".
وأردف: "رأى الاحتلال أثر التعليم على الشعب الفلسطيني عموما وعلى أهل مدينة القدس خصوصا، ورأى كيف أن هذا المنهاج على ما فيه من نقص؛ إلا أنه حافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، وورث الرواية الوطنية من جيل إلى جيل محافظا على توجه الشعب بالانعتاق من الاحتلال والتخلص منه".
تقصير السلطة
وقال رئيس الهيئة المقدسية: "للأسف نحن في مرحلة فقد أهل القدس عمقهم حتى الفلسطيني وأصبحوا بلا أب، والسلطة لا تهتم لأمر مدينة القدس والتعليم فيها، وهناك تقصير بحق القدس والتعليم فيها لا يبرره أي سبب إلا أنه متعمد".
وتابع: "هناك بعض الثغرات التي يمكن أن يستخدمها الاحتلال لبث الفرقة، بالذات في موضوع المنهاج الفلسطيني، ولكن عما فيه من عوار ولكن هو الأفضل من تعليم أبنائنا الرواية الصهيونية ورفع علم الاحتلال داخل مدراسنا".
ودعا أهل القدس لوجوب الوحدة، وتأجيل موضوع تصحيح مسار المنهاج الفلسطيني لما بعد الانتصار في هذه المواجهة مع الاحتلال، وبعدها يمكن لكل أهل القدس وكل الخيرين المهتمين بالمصلحة العامة أن يعملوا على تطوير المنهاج الفلسطيني، ويصبح منهاجًا حقيقيًا يورث الرواية الفلسطينية أن أرض فلسطين أرض واحدة وقفية إسلامية، ولا حق ليهود فيها.
وسبق أن استنكرت حركة حماس سياسات الاحتلال الصهيوني ضدّ نظامنا التعليمي في القدس المحتلة؛ لا سيّما محاولاته المتصاعدة لشطب المناهج الفلسطينية، وتشويه الهُوية الفلسطينية وطمس معالمها لدى الجيل الناشئ، والحدّ من إمكانية تطوير البيئة المدرسية والتعليمية داخل مدارسها.
وأكدت على أنَّ محاولات "أسرلة" المنهاج التعليمية والعبث بمؤسساتنا التعليمية الوطنية، لن تُفلح، وستتحطم على صخرة ثبات ووعي أبناء شعبنا.
كما دعت إلى حشد الموارد والطاقات، رسمياً وشعبياً، لتعزيز منظومة التعليم الوطني في مدينة القدس، لتمكين شعبنا من حقوقه كافة، وفي مقدّمتها حقّه في التعليم.