فلسطين أون لاين

بدأت الحكاية قبل 30 عامًا بتحايل إسرائيلي 

تقرير عائلة سمرين تخوض صراعًا مريرًا على مجاورة المسجد الأقصى

...
عائلة سمرين المقدسية تخوض صراعا طويل الأمد مع الجمعيات الاستيطانية
القدس المحتلة/ غزة – فاطمة الزهراء العويني:

30 عاماً هي عمر الصراع الذي تخوضه عائلة سمرين المقدسية مع الجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية على بيتها المجاور للمسجد الأقصى المبارك، فتلك الجمعيات تدعي ملكيتها للبيت رغم وجود أصحابه فيه، وتعمل بكل الطرق على ترحيلهم لكنهم مصممون على الصمود فيه حتى آخر رمق.

فقبل ثلاثة عقود وصلت للعائلة ورقة من مؤسسة "هيمونتا" التابعة للصندوق القومي اليهودي (ككال)، تدعي فيه ملكيتها للمنزل، ومنذ ذلك الوقت والعائلة تخوض معارك طاحنة مع تلك الجمعية في أروقة قضاء الاحتلال، وفقاً لأحمد سمرين.

يقع بيت سمرين في حي عين حلوة ببلدة سلوان على بعد 50 مترًا عن سور المسجد الأقصى الجنوبي، فمن على سطح المنزل تُطل العائلة على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.

ويمتد المنزل على قطعة أرض مساحتها نحو 350 مترا مربعا وهو مكون من ثلاث شقق يسكنها ستة عشر فردا من العائلة بين أبناء وأحفاد، وعلى مدار سنوات قارعت العائلة ما يسمى "حارس أملاك الغائبين" الإسرائيلي، و"الصندوق القومي اليهودي"، وجمعية "إلعاد" الاستيطانية، التي استخدمت كل أدوات التزوير والتزييف للاستيلاء على المنزل لضمه للمشروع التهويدي المعروف باسم "مدينة داوود"، الذي تشرف عليه "إلعاد".

وينازع عائلة سمرين في المحكمة أكبر عشرة محامين في دولة الاحتلال الإسرائيلي في نزاع قضائي مرير استنزف كل موارد العائلة المالية، وكلما حازت العائلة حكمًا بملكيتها للمنزل تعاود المؤسسات الاستيطانية الاستئناف عليه وهكذا دواليك.

يقول سمرين لـ"فلسطين": "في الثامن والعشرين من يونيو 2022 كان لنا جلسة محاكمة، حيث أجلت المحكمة الحكم في القضية لـ45 يوماً لحين توفير المستشار القانوني لدولة الاحتلال الأوراق اللازمة التي تثبت ادعاءه بأن الأرض التي عليها المنزل ينطبق عليها قانون ما يسمى بقانون أملاك الغائبين".

والتأجيل للحكم هو أكبر مكسب –وفق سمرين- يمكن للعائلة أن تحصل عليه من "قضاء الاحتلال الظالم"، "فنحن لا نعول على القضاء الذي هو جزء من منظومة الاحتلال، لكن ما باليد حيلة، فهو قضاء مجرم فاسد يعاون المستوطنين على امتلاك البيت بحجة أن مالكه الأصلي "موسى سمرين" متوفى ومَنْ يسكنونه هم أبناء عمومته "اثني عشر فرداً"".

ويؤكد سمرين أن الموقع الإستراتيجي للمنزل قرب "باب المغاربة" هو الدافع الأساسي للمستوطنين لاستهدافه، فقد استقطعوا قبل اثني عشر عاماً تقريباً نصف دونم من الأرض المبني عليها المنزل "دونم ونصف" وضموها لـ"مدينة داوود الاستيطانية".

وإذ يشير إلى أن المنزل مبني على مساحة 250 مترًا مع فناء بمساحتها 100 متر، تعاني العائلة دائمًا مضايقات مستوطني مدينة داوود، الملاصقين لعائلة سمرين، واعتداءاتهم حيث يصفون سياراتهم بجانب البيت ويضايقونهم في أثناء دخولهم وخروجهم منه.

ويتابع: "ما تقوم به الجمعيات الاستيطانية والمحاكم الإسرائيلية هدفه السيطرة على ممتلكات وعقارات المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس".